في عالم يسعى للتقدم الازدهار، يظلُّ العيش المشترك هو القيمة المُثلى التي تخلق المحبة والتضامن. وفي المجتمع السوري نجد أنَّ الإيمان المسيحي والإسلامي، هو الركيزة الجوهرية التي تمحور عليها مفهوم العيش المشترك.
مفهوم العيش المشترك: هو قدرة الإنسان على تغيير طبيعته الاجتماعية وتحويلها إلى طبيعة اجتماعية عقلانية وواعية، مما يوفر العدل بين طبقات المجتمع على كافة المستويات المعيشية والثقافية التي تعزز المودة والألفة.
شهدت الأزمة السورية تآكلاً كبيراً لأواصر العيش المشترك التي كانت سائدة في المجتمع. فقد أدت الظروف الصعبة التي فرضتها الأزمة إلى حرمان شرائح واسعة من السوريين، بمن فيهم المسيحيون، من أدنى مقومات الحياة الكريمة. هذا الوضع الصعب دفع بالعديد من العائلات إلى الهجرة بحثاً عن حياة أفضل، مما أدى إلى تراجع أعدادهم بشكل ملحوظ. وتجدر الإشارة إلى أن المسيحيين يشكلون جزءاً أصيلاً من النسيج الاجتماعي السوري، ولديهم تاريخ طويل من العيش المشترك مع المسلمين. إن فقدان هذا التنوع الثقافي والديني هو خسارة كبيرة لسوريا.”
هدف المخططات التي تستهدف تهجير المسيحيين من سوريا إلى تقويض نسيج المجتمع السوري المتنوع، وتشكل تهديداً خطيراً لتاريخنا وحضارتنا. إن حماية المسيحيين في سوريا هي حماية للأصالة والتنوع والتسامح الذي يُميّز مجتمعنا.
آليات التصدي والمواجهة
تؤمن منظمة “سوريون مسيحيون في الولايات المتحدة” بأن الحفاظ على التنوع الثقافي والديني في سوريا هو واجب إنساني وأخلاقي. ولأن الأزمة السورية قد أضعفت النسيج الاجتماعي وشردت آلاف العائلات، فإننا نعمل جاهدين على دعم صمود هذه المجتمعات المحلية، وخاصة العائلات المسيحية، وتمكينها من البقاء في وطنها. من خلال توفير المساعدات الإنسانية، وبناء المشاريع التنموية، ورفع الوعي بأهمية التسامح والتعايش، نسعى إلى إعادة بناء سوريا مزدهرة ومتعددة الثقافات. ومن هذه الآليات التي نسعى جاهدين لتنفيذها:
- التعليم.
- إحداث بعض المشاريع التنموية الصغيرة.
- كفالة الأيتام ودعم الأسر المحتاجة.
- الخدمات الطبية والرعاية الصحية.
- المساعدات الغذائية والملابس.
- التبرعات والعطاء المالي والمادي.
انضم إلينا في بناء مستقبل أفضل من خلال دعم مشاريعنا التي تهدف إلى تمكين ثبات هذه العائلات، لأنَّ الجهود ليست فقط لمساعدة الأفراد المحتاجين، بل هي رؤية استراتيجية نحو بناء مجتمع متماسك، يستند إلى قيم العطاء والمحبة، لآنَّ جوهرها هو العمل الخيري كرسالة محبة وسلام، وبوابة للحوار وتعزيز التعايش بين الثقافات والأديان المختلفة. إنه التزام أخلاقي يجسد محبة الله للإنسان، ويسعى لبناء مجتمع متماسك تسوده قِيَم الرحمة والإيثار.
هيئة الإشراف
منظمة “سوريون مسيحيون في الولايات المتحدة”