في إطار الجهود المستمرة لمنظمة سوريون مسيحيون في الولايات المتحدة لدعم السوريين المسيحيين، وكذلك السوريون من باقي الطوائف المتواجدين في الداخل السوري -دون أي تمييز أو تطرف، أطلقت المنظمة مشروعاً -استثنائياً- يهدف إلى توزيع معونة مالية مباشرة للأسر المحتاجة.
ورغم أنَّ منظمتنا تؤمن بالنصيحة التي تقول:
“لا تعط الجائع سمكة، بل وفّر له ما يجعله يصطاد”
لأنَّ توفير المشاريع الصغيرة تتعدى مجرد توفير وجبة طعام عابرة، فهي تدعو إلى تمكين الفرد، وتزويده بالمهارات والأدوات اللازمة لتحقيق الاكتفاء الذاتي والاستدامة في حياته، لكنَّ الظروف الاقتصادية الطارئة تقتضي في أغلب الحالات أن نبادر بالسرعة الممكنة إلى إنقاص حجم العوز الذي يهدد إمكانية بقاء المحتاجين للقمة العيش أحياءً في ربوعهم الأصلية. لذلك انطلقت المنظمة من إيمانها أنَّ التقليل من الضغوط يجعل بعض المعوزين ينكفؤون عن التفكير في الهجرة أو النزوح.

مشروع توزيع ما تيسر من التبرعات
يعاني السوريون في الداخل من ظروف اقتصادية قاسية نتيجة الأوضاع السياسية والحرب المستمرة منذ سنوات، والتي جعلت بعض العائلات ترزح تحت خط الفقر، ومن هؤلاء عائلات من الطائفة المسيحية التي يدعي النظام -زوراً – أنها من الأقليات كي يلغي الاعتراف بأصالتها الوطنية. ومع ازدياد معدلات الفقر وارتفاع تكلفة المعيشة، بات من الضروري تقديم الدعم للمجتمع المسيحي لضمان صمودهم واستقرارهم في أماكنهم الذي يعتبر ضرورياً للحفاظ على التنوع الاجتماعي والثقافي في سوريا، وإبقاء التناغم المجتمعي المترابط القائم منذ آلاف السنين.
أهداف المشروع الرئيسة
- دعم الأسر المسيحية المحتاجة: توفير معونات مالية مباشرة للأسر المسيحية التي تواجه صعوبات اقتصادية، لتمكينها من توفير احتياجاتها الأساسية.
- تعزيز الاستقرار والبقاء: الحد من ظاهرة الهجرة والنزوح بين السوريين المسيحيين التي تزداد باضطراد مع لإطالة فترة الأزمة الراهنة. لذلك كان لا بدَّ من توفير الدعم اللازم الذي يساعدهم على البقاء في مدنهم وقراهم.
- الحفاظ على الهوية الثقافية والدينية: تشجيع المجتمع المسيحي على التمسك بجذوره وتراثه في سوريا، والحد من التراجع المستمر لأعداد المسيحيين في الداخل.
الفئات المستهدفة
يستهدف المشروع في المرحلة الأولى الأسر المسيحية في المناطق الأكثر تأثراً بالأزمة، مع إعطاء الأولوية للعائلات التي فقدت معيلها أو تلك التي تعيش تحت خط الفقر الطارئ. ولا مندوحة من التأكيد، أنَّ هذا المشروع لا يقتصر على المسيحيين فقط، بل يتجاوز حدود الطائفة ليشمل الحالات الأكثر عوزاً من السوريين مهما كانت انتماءاتهم العُقَديّة والعرقيّة.
آلية التنفيذ
- تحديد المستفيدين: يتم العمل بالتعاون مع الكنائس المحلية ومنظمات المجتمع المدني لتحديد الأسر المسيحية الأكثر احتياجاً إلى جانب العائلات من الطوائف الأخرى التي تقيم في نفس تلك المناطق من خلال إجراء دراسة دقيقة للأوضاع المعيشية وتقييم شامل للاحتياجات.
- توزيع المعونات المالية: بعد تحديد المستفيدين، يتم توزيع المعونات المالية وفق آلية مدروسة تضمن وصول المساعدات إلى العائلات المحتاجة بطريقة مباشرة وشفافة وسريعة.
- متابعة وتقييم: تقوم المنظمة بمتابعة الأسر المستفيدة لتقييم تأثير الدعم المالي ومدى تحقيق المشروع لأهدافه، مع إمكانية إدخال تحسينات مستقبلية بناءً على التقييمات الميدانية.
النتائج المتوقعة
- تحسين مستوى المعيشة: المساعدة في تخفيف الضغوط الاقتصادية التي تواجهها العائلات المسيحية، وتحسين مستوى معيشتها على المدى القصير.
- الحد من الهجرة: تشجيع السوريين المسيحيين على البقاء في وطنهم وتقليل معدلات الهجرة والنزوح.
- تعزيز التضامن الاجتماعي: تقوية الروابط بين أفراد المجتمع المسيحي في سوريا وتقديم نموذج للتكافل الاجتماعي.
دور المتبرعين
يعتبر الدعم المالي من الجالية السورية المسيحية في الولايات المتحدة وخارجها، بالإضافة إلى المتبرعين الدوليين، العمود الفقري لهذا المشروع. وتدعو المنظمة الجميع إلى المشاركة في تقديم المساعدات للمساهمة في تعزيز صمود المجتمع المسيحي في سوريا.
الخاتمة:
مشروع توزيع المعونة المالية من سوريون مسيحيون في الولايات المتحدة يُعد خطوة مهمة في مواجهة التحديات التي تواجه المجتمع المسيحي في سوريا. يسعى المشروع ليس فقط لتقديم دعم مادي، بل أيضاً لتعزيز الأمل والإصرار على البقاء والاستمرار في أرض الآباء والأجداد، مهما كانت الظروف.