- البيان التأسيسي
مقدمة:
شهد العالم في أواخر القرن الماضي تغيرات جيوسياسية وجيوستراتيجية جذرية، خاصة بعد انهيار الاتحاد السوفييتي وتفكك حلف وارسو. أصبحت الولايات المتحدة القوة العظمى الوحيدة، مما أدى إلى تشكيل نظام عالمي أحادي القطب، حيث فرضت الولايات المتحدة نفوذها العسكري، والاقتصادي، والسياسي على مستوى العالم. تزامن ذلك مع تدخلات عسكرية مثل حرب الخليج في 1991 وتوسع العولمة واتفاقيات التجارة الحرة. وفي الوقت ذاته، شهد العالم تكوين الاتحاد الأوروبي رسمياً مع دخول معاهدة ماستريخت حيز التنفيذ عام 1993.
مع بداية القرن الحادي والعشرين، بدأت تبرز تحديات للنظام أحادي القطب، مثل صعود الصين كقوة اقتصادية وسياسية، وعودة نفوذ روسيا على الساحة الدولية، مما ساهم في تعقيد العلاقات الدولية وظهور ملامح نظام عالمي متعدد الأقطاب.
استيلاد النهضة بعد كبوتها
وفي المنطقة العربية، أدت التطورات التكنولوجية وانتشار الإنترنت إلى إطلاق رياح التغيير، حيث بدأت تتجلى ملامح نهضة عربية ثانية. هذا الربيع العربي، الذي كان يحمل آمال الحرية، انتهى للأسف بمعاناة وحروب دامية، مع تفاقم الاستبداد ومقاومته للتغيير والحداثة. وقد أسفرت هذه الأنظمة التي تدعي التقدمية عن ديكتاتوريات حزبية مزقت النسيج الاجتماعي وأشعلت نيران الطائفية.
في هذا السياق، عانى المسيحيون من تهميش متزايد وتفاقم خطاب الطائفية، خاصة في سوريا ومصر والعراق. أدى هذا الوضع إلى شعورهم بالعزلة والخوف من العمل السياسي، مما دفع البعض إلى تبني هوية الجاليات على أنها أقليات كبديل عن المواطنة. أسهم النظام السوري في تعزيز هذا الشعور من خلال الادعاء بحمايتهم، وتقييد حرياتهم المجتمعية والدينية على السواء، مما زاد من مخاوفهم تجاه التغيير.
من هنا، قررت مجموعة من المواطنين المسيحيين في الوطن والمهجر تأسيس تنظيم جديد يحمل اسم “منظمة مواطنون مسيحيون في الولايات المتحدة”، بهدف لعب دور فعال في النهضة والتغيير، وتعزيز مكانة المسيحيين كمواطنين أصلاء وليس كأقليات، وتمكينهم من التشبث في مواقعهم لدرء خطر التسبب في تهجيرهم بعيداً عن الوطن.
لذلك تقوم هذه المنظمة على المبادئ التالية:
- مناهضة الطائفية: رفض الطائفية والخطاب السياسي الطائفي بكل أشكاله، مع التأكيد على ضرورة بناء دولة ديمقراطية مدنية تقوم على الكفاءات، وليس على الانتماءات الطائفية.
- تعزيز مفهوم المواطنة: التأكيد على أن المواطنة هي الأساس في الحياة السياسية، ورفض تصنيف المواطنين بناءً على عقائدهم أو انتماءاتهم العرقية.
- دستور جديد: المطالبة بإصدار دستور يؤكد على حقوق وواجبات المواطنين ويكرس مبدأ المواطنة والديمقراطية والدولة المدنية وفصل السلطات.
- قانون أحوال شخصية موحد: العمل على إصدار قانون أحوال شخصية عصري يوحد جميع المواطنين تحت سقف القانون وليس الطوائف.
- إزالة مخاوف المسيحيين: تشجيع المسيحيين على الانخراط في العمل السياسي جنباً إلى جنب مع القوى الديمقراطية في المنطقة، والمساهمة في محاربة عقدة الأقليات عبر دمجهم في مجتمعاتهم.
- مواجهة مشاريع التقسيم: التصدي لكل المشاريع التقسيمية التي قد تطرح في المنطقة، حيث أن المسيحيين هم الأكثر تضرراً من هذه المشاريع.
هذه المنظمة مفتوحة لكل من يؤمن بالديمقراطية والتغيير والحداثة، وتسعى إلى تحقيق هذه القيم من خلال النضال الديمقراطي والحوار مع الآخرين في سبيل بناء هيكلية ديمقراطية في المنطقة.
- “منظمة مواطنون مسيحيون في الولايات المتحدة”
مبارك عملكم في كافة القطاعات…
نشكر تبريكك لما تقدمة منظمة سوريون مسيحيون في الولايات المتحدة، ونأمل بضم جهودك إلينا لنبني سوريا الأمل الواعد بالازدهار والمعاصرة.