في ضوء الأحداث الأخيرة وتصاعد التوترات التي شهدتها عدة مناطق في سوريا، تؤكد منظمة سوريون مسيحيون في الولايات المتحدة من أجل السلام التزامها الثابت بوحدة الشعب السوري والحفاظ على وحدة الأراضي السورية وسيادتها وسلامتها الإقليمية. إن أي محاولة لتفكيك سوريا على أسس طائفية أو عرقية، سواء عبر التقسيم الرسمي أو التفتيت أو الاخضاع للأمر الواقع، تشكل تهديداً خطيراً لا يطال المسيحيين السوريين وحدهم، بل يطال النسيج المجتمعي السوري برمته وتعدديته التاريخية.
سوريا أرض متجذّرة في ترابط وطني وثقافي وديني عميق. والمسيحيون السوريون، الذين عاشوا على مدى قرون كجزء أصيل من الحياة الاجتماعية والسياسية في البلاد، يرفضون السرديات التي تسعى إلى اختزال سوريا إلى جيوب ومناطق معزولة قائمة على الهوية. فالتقسيم لن يؤدي إلا إلى تعميق حالة عدم الاستقرار، وزيادة تهجير المجتمعات، وإضعاف التماسك الوطني، وتعريض الأقليات لمخاطر أكبر تحت أنظمة حكم طائفية أو إقصائية.
وندعو إلى حوار وطني سوري شامل يعكس بشكل حقيقي مخاوف السوريين وتطلعاتهم وواقعهم المعيشي. ويجب أن يهدف هذا الحوار إلى الحد من الاستقطاب، ومعالجة المظالم التاريخية، وبناء الثقة بين المجتمعات التي عانت بشكل بالغ على مدى العقود الماضية. وحده الانخراط والحوار الصريح، التشاركي، والقائم على قيادة سورية يمكن أن يقود البلاد نحو المصالحة والسلام المستدام.
كما نؤكد أن شكل وبنية وصلاحيات أي حكومة سورية جديدة يجب أن يقررها السوريون أنفسهم، بمختلف طوائفهم وأعراقهم وتوجهاتهم السياسية، وأن تُكرَّس من خلال عملية دستورية ديمقراطية. إن شرعية الدولة المستقبلية يجب أن تنبثق من إرادة الشعب، لا من تصاميم خارجية أو حسابات جيوسياسية مفروضة.
إن المسيحيين السوريين يقفون مع الوحدة لا العزلة، ومع التعايش لا الانقسام، ومع التعددية لا الاستبداد، من أجل سوريا حرة، سيّدة، وتعددية يتمتع فيها جميع المواطنين بالمساواة أمام القانون. إن مستقبل سوريا يكمن في إعادة بناء هوية وطنية جامعة تحترم التنوع وتحفظ الانتماء المشترك.
ونحث الجهات الإقليمية والدولية، بما في ذلك الولايات المتحدة والاشقاء العرب، على دعم سياسات تعزز وحدة سوريا، وتشجع انتقالاً سياسياً حقيقياً، وتمكّن السوريين من رسم مستقبلهم بأنفسهم بعيداً عن التفكك والخوف والحكم الطائفي.
إن سوريا الموحدة ليست مجرد مطلب سياسي، بل هي الطريق الوحيد نحو سلام دائم وكرامة وطنية وإعادة بناء شاملة للدولة.
٢٨ تشرين الثاني، ٢٠٢٥
واشنطن العاصمة، الولايات المتحدة الأمريكية




